جانب من الاجتماع
كتب محمد رضا
اجتمع الدكتور طارق زيدان رئيس حزب الثورة المصرية مع الدكتور عبد القوى خليفة محافظ القاهرة الاثنين بمقر المحافظة، وذلك لطرح المبادرة التى أطلقها الحزب تحت شعار "فى حب مصر.. من أجل قاهرة نظيفة"، وبحث سُبل تفعيلها على مستوى أحياء محافظة القاهرة تحت رعاية المحافظة، والتى تم الاتفاق على إطلاقها لمدة 10 أيام بداية من يوم 20 يناير الجارى وحتى يوم 30 من ذات الشهر، بحيث تنطلق المبادرة من مربع مجلس الشعب ليكون أول احتفال بأعضاء المجلس المنتخبين بإرادة الشعب.
وقال زيدان خلال كلمته بالاجتماع الذى حضره أعضاء الأمانة العامة للحزب، والدكتور هانى عزيز رئيس مجلس إدارة جمعية محبى مصر السلام، إنهم استشفوا الفكرة من سعى الدكتور عبد القوى خليفة لقاهرة نظيفة بلا قمامة، مشيرا إلى أن المبادرة سوف تقوم فى المقام الأول بالاستعانة بجهود شباب الائتلافات التى يضمها الحزب عن طريق تشكيل لجان فى جميع أحياء القاهرة على أن تتضمن كل لجنة حوالى 40 فرداً، تكون مهامهم تنظيف الحى من أى مخلفات على الوجه الأكمل خلال فترة المبادرة المعلنة.
وأشار زيدان إلى أن المبادرة لتنظيف شوارع القاهرة من القمامة، هى فكرة رمزية تهدف إلى تطهير مصر من الفساد والبلطجة والسرقة وكل ما هو مخالف للقانون، مؤكدا على أن ذلك هو السبيل الأمثل حتى تعود الصورة الصحيحة لشباب مصر والثورة.
وأضاف زيدان بأن سبب اختيار محافظة القاهرة لانطلاق المبادرة يعود إلى كونها المحافظة التى تضم أعرق وأشهر ميادين مصر الذى احتوى ثورة يناير المجيدة "ميدان التحرير"، وأن يوم انطلاق المبادرة سيكون بمثابة دعوة عامة لجميع طوائف الشعب والشخصيات العامة والفنانين للانضمام إليهم، كما أن الاحتفال بمصر نظيفة وآمنة لن يقتصر على يوم 25 يناير المقبل، بل سيستمر فى جميع المحافظات.
من جانبه، أكد الدكتور عبد القوى خليفة أنه جاء على رأس أولوياته مع بداية تكليفه بحقيبة أعمال محافظة القاهرة، نظافة جميع أحياء المحافظة، بحيث لا تقل عين شمس والتبين نظافة عن الزمالك ووسط البلد، مضيفاً: أعتبر أن الأحياء داخل نطاق المحافظة هم 34 ولدا والمحافظة بمثابة أم لهم، تعمل على تقديم الخدمات لجميع الأحياء بالتساوى دون تمييز، مشيرا إلى أن سبب التفاوت فى خدمات النظافة بين حى وأخر يعود إلى عدم كفاءة بعض شركات النظافة التى تعاقدت معهم المحافظة وتقديمها خدمة سيئة، والتى يعود تاريخ تعاقدها إلى عام 2002 وتنتهى فى عام 2017.
وأشار خليفة إلى أن المحافظة لا تستطيع إلغاء العقود مع تلك الشركات لما سيكلف ذلك الدولة من تسديد غرامات طائلة للشروط الجزائية بالعقود، مؤكداً على أن المحافظة بدأت تواجه الخدمات السيئة لبعض الشركات الأجنبية بتوقيع غرامات مالية على تلك الشركات، وهو الأمر الذى دفعهم تدريجيًا إلى تحسين مستوى الخدمة لتفادى الغرامة، كما أن مجلس الوزراء قد خصص أموالا إضافية وتعيين أمانة إضافية بجميع المحافظات على مستوى الجمهورية لشراء معدات نظافة جديدة للنهوض بمستوى الأحياء، هذا بالإضافة إلى سعيهم لتفعيل جمع القمامة من المنازل بدلاً من جمعها من صناديق القمامة بالشارع، وذلك حتى يشعر المواطن بأن هناك نتائج للثورة بوجود فرق فى مستوى نظافة الشوارع.
وأكد محافظ القاهرة على ضرورة تغيير مفهوم وثقافة المجتمع أولا ونظرتهم لعامل النظافة على أنه يقوم بعمل ذى مستوى أقل أو أنهم ليسوا ذوى أهمية، وأن يلتزم المواطن بإلقاء القمامة فى المواعيد المحددة لمرور سيارات جمع القمامة، قائلا لا يوجد عمل دون أهمية فى المجتمع بأكمله، ونحن لا نستطيع أن نعيش دون الحرفيين والمهنيين، مشيرا إلى أن المحافظة أعلنت عن 1000 فرصة عمل "عمال نظافة" بمرتب 700 جنيه ولم يتقدم سوى 80 عاملاً فقط، بسبب هذا الموروث الثقافى.
وأضاف خليفة، أنه غير متفائل بالوضع الحالى الذى يرى فيه كبار السن يعملون فى شركات النظافة رغم عدم قدرتهم على تحمل أعباء الوظيفة، فيما ينفر الشباب من هذا العمل، على الرغم من أن طلاب المدارس والجامعات فى أوروبا يقومون بهذه الأعمال أثناء دراستهم كعمل بسيط يتقاضى عليه أجر يساعده على المعيشة، قائلا لقد قمنا بتجربة ناجحة فى منطقتى دار السلام ومنشية ناصر بمشاركة عدد من كبير من شباب المنطقتين وبعض الجمعيات الأهلية وجاءت النتائج رائعة، ولكن هذا العمل يحتاج إلى المداومة والاستمرار وليس العمل يوما واحدا، فالقمامة تتدفق كل يوم ولا تتوقف.
وأوضح خليفة، أن المحافظة بالتعاون مع وزارتى البيئة والإعلام يعملون على تخصيص فقرات لتوعية المواطنين بالمنازل بضرورة الحفاظ على البيئة وعدم إلقاء القمامة فى الشوارع، كما أن المحافظة سوف تطلق مبادرة لطبع أكياس صغيرة توزع على قائدى السيارات، حتى لا يلقوا الأوراق والمناديل من نوافذ السيارات فى الطرق السريعة، وذلك بالاستعانة بجهود شباب المحافظة فى ترويج المبادرة ونشرها فى الشارع.
وطالب المهندس محمد البستانى عضو الهيئة العليا للحزب بتفعيل حملات للتوعية فى المدارس والمساجد والكنائس، لحث المواطنين ونشأة الأطفال على الإيمان بالنظافة والحفاظ على الشوارع والأحياء كونها بيتهم الكبير، كما طالب شباب الحزب بضرورة إقامة دورات تدريبية فى المحافظة لتوعية شباب المحافظة والذين يقوموا بدورهم بنقل ما تعلموه إلى فئات أكبر من خلال عملهم وتواصلهم الاجتماعى بالمؤسسات والجمعيات الأهلية والأحزاب وغيرها من حلقات التواصل.