علا الشافعى
كنا نجلس فى اجتماع عمل دورى أول أمس، ودخلت علينا إحدى الزميلات وهى تتحدث بانفعال شديد تخيلوا: "خلاص أعلنوا عن تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" حاولنا أن نستفسر منها عن الجهة التى أعلنت عن ذلك؟ قالت لا أعرف ولكن هناك صفحة تم إطلاقها على "الفيس بوك"، وفجأة توقفنا جميعا عن الحديث فى العمل وأمسك كل منا بجهاز الكمبيوتر الخاص به ليبحث عن هذه الصفحة، وبدأنا نسرد على مسامع بعضنا بعض ما ورد فى هذه الصفحة، والتى وصل عدد المؤيدين لما جاء فيها 5 آلاف وأربعمائة اثنين وتلاتين شخصاً حتى الآن وأكد مؤسسوها أنهم ليسوا تابعين لحزب النور بشكل مباشر ولكنهم أعضاء فيه موضحين أن حزب النور هو الأقرب إلى ما ينادون به، وقالوا إنهم لن يعلنوا عن هويتهم إلا بعد وصول الأعضاء المسجلين للعدد المناسب، وتصدر الصفحة شعار حزب النور، وقام مؤسسو الصفحة بإصدار بيانين الأول أعلنوا فيه تدشين الصفحة، وأن الهيئة ستستخدم أساليب الحوار والنصح والإرشاد ولن تلجأ إلى العنف، حتى يمكنهم الله من تطبيق شريعته، أما البيان الثانى أكدوا فيه أنه وصلت إليهم مئات الطلبات للانضمام، كما أنهم ينظمون صفوفهم حاليًا لتعين مسئولين لكل محافظة وكل حى وكل شارع، مهاجمين الليبرالية التى سموها بــ"العفنة".
وبعد أن فرغنا من قراءة ما جاء على الصفحة حلت علينا حالة من الصمت للحظات غير مصدقين لما وصلنا إليه، وبدأنا نقول قد يكون الأمر مزحة، ومن هذا المنطلق قرر بعضنا التعامل مع الأمر على أنه كذلك فمن كانت تمسك بشال فى رقبتها، قامت تلقائيا بوضعه على رأسها مؤكدة أنها "كدا عامله حسابها" .
ورغم محاولتنا الهزار والسخرية من أنفسنا، بعد هذا الخبر، إلا أن معالجات برامج التوك شو للأمر وما خرج من تصريحات، للمتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية "عبد المنعم الشحات" هو ما جعلنى أنا وغيرى نتوقف أمام الأمر والذى يبدو أنه ليس بمزحة خاصة وأنه رغم نفيه وجود أى علاقة لهم بتلك الهيئة إلا أنه أكد أنهم سيقومون بذلك من خلال المساجد وجميع الوسائل المتاحة، أما حزب النور والذى نفى مسئولية وجود أى علاقة لهم بالهيئة من قريب أو بعيد، ولكن لم يفسر أحد منهم وجود شعار الحزب فى رأس الصفحة، ووقف الإعلام من تناقض التصريحات فى أحيان وغموض بعضها فى أحيان أخرى موقف الحائر، ولم يستطع أحد حتى الآن تقديم إجابات واضحة لذلك بات علينا أن نصرخ متسائلين "هى مصر رايحة فين" خصوصاً وإننا لم نعرف موقف الهيئات الرسمية وأقصد الأزهر الشريف والحكومة المصرية من إطلاق مثل هذا الدعوات أو الهيئات.