كتب أحمد عصام
عاشت جماهير الرياضة العربية حالة من الإبهار خلال الفترة من 9 ديسمبر الجارى حتى مساء اليوم الجمعة، الذى يسدل فيه الستار على فعاليات دورة الألعاب العربية التى استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، وشارك فيها حوالى 5400 شخص بين رياضى ورياضية وإدارى وحكم، يمثلون 21 دولة، باستثناء السورييين بعدما أعلنت اللجنة الأولمبية السورية مقاطعتها للدورة ردًا على تعليق عضويتها بالجامعة العربية، بسبب الأحداث الأمنية غير المستقرة هناك.
بدأت حالة الإنبهار لدى كل متابعى الدورة من خلال حفل الافتتاح الذى أعدته شركة ديفيد أتكينز، وهى إحدى أشهر الشركات العالمية فى مجال تصميم وتنظيم الفعاليات الكبرى والتى سبق أن نظمت حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية فى الدوحة عام 2006 ودورة الألعاب الأولمبية سيدنى 2000، ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية التى أقيمت العام الماضى فى فانكوفر.
تضمن حفل الافتتاح مشهدين أثارا العديد من علامات الاستفهام حول توجهات قطر السياسية، حيث تم الاعتراف بإسرائيل كدولة بصورة رسمية، بعدما رفعت اللجنة المنظمة صورة لخريطة فلسطين مقتصرة على الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، بالإضافة إلى عرض صورة لخريطة المغرب بدون الصحراء الغربية، وهذان المشهدان أثارا استياء العرب بصورة كبيرة عقب حفل الافتتاح.
احتضنت قطر على مدار ما يقرب من أسبوعين 29 نوعًا من الرياضات وهى السباحة والقوس والسهم وألعاب القوى وكمال الأجسام والبولينج والملاكمة والشطرنج والبلياردو والدراجات والفروسية والمبارزة والجولف والجمباز والجودو والكاراتيه والشراع والرماية والاسكواش والتايكوندو ورفع الاثقال والمصارعة، فضلا عن كرة القدم وألعاب القوى لذوى الاحتياجات الخاصة.
نجحت مصر عبر 349 لاعبًا، فى احتلال المركز الأول بالدورة بفارق ما يقرب من 100 ميدالية عن تونس وقطر والمغرب، ومن المنتظر أن تتحصل مصر من تلك الميداليات على ما يقرب من مليون ونصف المليون دولار، نتيجة التفوق الكبير فى مختلف الألعاب الرياضية.
وخصصت اللجنة المنظمة للبطولة جوائز مالية ضخمة لتحفيز الرياضيين عل تحقيق الميداليات، حيث تم تخصيص جائزة مالية تصل إلى 10 آلاف دولار للميدالية الذهبية مقسمة بين اللاعب ولجنته الأولمبية، و6 آلاف دولار للميدالية الفضية و4 آلاف دولار للبرونزية للألعاب الفردية، وارتفعت تلك المبالغ فى الألعاب الجماعية لتصل إلى 100 ألف دولار للذهبية و60 ألف دولار دولار للفضية و20 ألف دولار للبرونزية، فيما يكتفى لاعبو الألعاب الفردية للفرق بـ3 آلاف دولار للذهبية وألفين دولار للفضية وألف دولار للبرونزية.
وجاءت تلك المبالغ المالية الكبيرة بمثابة السلاح ذو الحدين، ففى الوقت الذى كانت فيه دافعًا قويًا للاعبى البطولة لتحقيق الميداليات الذهبية والتفوق فى ألعابهم، ظهر بعض الرياضيين غير الشرفاء الذين اعتمدوا على المنشطات لتحقيق الميداليات واقتناص ألقابًا دون وجه حق.
ضبطت اللجنة الطبية والرقابة على المنشطات فى الدورة وتحت إشراف الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات 14 لاعبًا سقطوا فى المحذور وأثبتت التحاليل تناولهم للمنشطات المحذورة دوليًا، وكانت تلك الواقعة بمثابة النقطة السوداء فى سجل الدورة المُبهرة، وتم حرمان هؤلاء اللاعبين من ميدالياتهم واستبعادهم من الدورة وإحالتة ملفاتهم إلى اللجنة الأولمبية الدولية.
ضمت قائمة لاعبى المنشطات كلا من حسنى حسين (الأردن) كمال الأجسام ومحمد الخالدى (الأردن) كمال الأجسام وعائشة البلوشى (الإمارات) رفع أثقال وعبدالعزيز محمد بومجيد (البحرين) كمال الأجسام وحسن السيمرلى (العراق) كرة السلة وأحمد جبار جميل (العراق) كمال الأجسام وجلال مسعد الرياشى (قطر) كمال الأجسام وكمال عبدالسلام عبدالرحمن (قطر) كمال الأجسام ووحيد محمد السويدى (قطر) كمال الأجسام ووليد مال اللـه الكبيسى (قطر) كمال الأجسام وصفوان عطاف (المغرب) جودو ومحمود الفضالى (مصر) كمال الأجسام ومصطفى عبدالعزيز نسيم (مصر) كمال الأجسام ومحمود جاب اللـه (مصر) جودو.
سيطرت الصدمة على البعثات الرياضية المشاركة بسبب حالات المنشطات التى كشفت عنها اللجنة المنظمة، بينها 10 حالات دفعة واحدة فى لعبة كمال الأجسام، وحالتان فى الجودو، وواحدة فى رفع الأثقال ومثلها فى كرة السلة، وكانت حالة لاعبة المنتخب الإماراتى عائشة البلوشى هى الوحيدة فى رفع الأثقال.
وتباينت ردود الفعل بين البعثات المتورطة فى الحالات، وأكد ربيع العوضى مدير الوفد الرياضى للبعثة الإماراتية، أن حالة عائشة البلوشى جاءت عن طريق الخطأ، لتناولها دواء لم تعلم أنه يحتوى على مواد محظورة.
فتح عادل فهيم رئيس الاتحاد العربى لكمال الأجسام النار على لجنة المنشطات بالدورة، حيث رفض اتهام عشر لاعبين من أبطال اللعبة بتعاطى المنشطات، والأقاويل التى ترددت عن إيقاف الاتحاد العربى للعبة ورئيسه.
وقال فهيم، إنه لم يهرب أحد من اللاعبين الذين حصلوا على الميداليات والذين تم اتهامهم بتعاطى المنشطات سواء كانوا مصريين أو آخرين، متسائلا فى الوقت نفسه، أنه كيف يتم اتهامهم بالهروب على الرغم من أن أحدًا لم يطلب منهم إعطاء عينات لتحليلها.
وأكد رئيس الاتحاد العربى لكمال الأجسام، أنه لا يوجد إلزام للفائزين بالميداليات الذهبية، بإعطاء عينة لتحليلها، وإنما الاتفاق مع لجنة المنشطات كان على إجراء تحليل منشطات للاعب واحد من بين الثلاثة الأوائل لكل وزن من الأوزان الثمانية فى البطولة.
وضمن لاعبو ألعاب القوى والسباحة عددًا من المقاعد فى دورة الألعاب الأولمبية وتأهل كل من السعودى يوسف أحمد والعمانى أحمد المرجيبى والسودانى يوسف رباح والقطرى مصعب عبد الرحمن والسعودى أحمد المولد ومواطنه أحمد قادر والجيبوتى حسن اليانلى والقطرى حمزة دريوش ومحمد القرنى.
وفى السباحة تأهل الثنائى المصرى فريدة عثمان وفرح عثمان والتونسى أسامة الملولى ومواطناه وسيم بن علوى وتقى مرابط واللبنانية كاتيا والمغربية سارة البكرى والكويتى يوسف العسكرى.