كتب - جمال عبدالناصر
غضب عربى إسلامى يواجهه الفيلم الأمريكى «الديكتاتور» على كل المواقع الإلكترونية بمجرد عرض البرومو الخاص بالفيلم لسخريته من العرب فى صورة صدام حسين والقذافى، ولأنه يسىء فى عدد كبير من مشاهده للمسلمين ويعكس الصورة الذهنية والنمطية للعالم العربى الإسلامى التى تلخصه فى ركوب الجمال وسكن الخيام والشغف بالنساء والجنس.
بطل الفيلم ساشا بارون كوهين الذى ينتمى لأصول يهودية يجسد شخصية كل الحكام والزعماء العرب فى شخصية الديكتاتور، فيسخر من الرئيس الراحل صدام حسين، ومن الهدايا التى كانت يغدقها على الفنانين والفنانات ويلمح بالسخرية أيضا للرئيس الراحل معمر القذافى ومن فكرة استعانته بحرس من السيدات، ومن ركوبه الجمال وسكنه الخيام، ويلمح بشكل تهكمى لأسامة بن لادن.
ملخص الفيلم يتناول قصة متخيلة حول زيارة زعيم عربى ملقب بالديكتاتور إلى نيويورك يستعرض فيها قوته وجبروته وفحولته الجنسية، ويتخلل الزيارة لقاء فى الفراش مع الممثلة الحسناء ميجان فوكس، ثم يتبعها لقطة أخرى يقول لها فيها إنها تساوى كل قرش دفعه لها بعد أن قدم لها مجوهرات وساعة ذهبية، وفق ما اتفق مع مدير أعمالها، ثم تسأل فوكس بامتعاض: «هل هذه مزحة.. هل هذا هو قدر الرئيس فى قضاء ليلة ممتعة معى؟» فيرد عليها: أنت بكل تأكيد تستحقين الأكثر.
ويحفل الفيلم بعددٍ كبيرٍ من اللقطات الساخرة والكوميديَّة والمسيئة أحيانًا، والتى تعكس الفكرة المنمطة للعالم الغربى عن العرب والمسلمين تحديداً.
كما يظهر كوهين متجولاً فى شوارع نيويورك على متن جمل، تتبعه حاشيته على قافلة من الجمال وحرس خاص من النساء على طريقة الرئيس الليبى السابق معمر القذافى.
وفى مشهد آخر يظهر كوهين مشاركاً فى سباق سرعة، وقبل أن ينطلق المتسابقون الآخرون يسبقهم كوهين بعد إطلاق رصاصة من مسدسه، وبعدها يبدأ بإطلاق النار على منافسيه ليسبقهم إلى خط النهاية.
وذكرت صحيفة «ذا صن» أن كوهين تلقى مبلغ 52 مليون إسترلينى مقابل بطولته الفيلم، ونسبة %20 من الأرباح فى حال تصدر الفيلم شباك التذاكر لدى عرضه فى مايو من العام المقبل.
الجدير بالذكر أن فيلم «الديكتاتور: جمهورية الوادية» أو «The Dictataor: Republic of Wadiya» من إنتاج شركة «باراماونت».
وولد بطل الفيلم ساشا كوهين فى بريطانيا لأم إسرائيلية وأب يهودى، واشتهر عالميا بتأديته شخصية «بورات» و«برونو» الكوميديتين.
الدكتور سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة على المصنفات أكد لـ«اليوم السابع» أن الفيلم من البرومو الخاص به يلعب على الجانب الكوميدى الساخر من فكرة الحكام العرب الذين مازالوا يعيشون فى كنف الصحراء وركوب الجمال، وأعتقد أن هذه الصورة غير موجودة حاليا، ولم يكن يفعلها سوى القذافى الذى كان يهوى سكن الخيام.
وقال الناقد السينمائى رفيق الصبان إن هذا ليس غريبا على أمريكا، فهى دائما تحاول أن تغسل يديها وتجمل من نفسها على حساب العرب، وترى دائما صورة نمطية عن العرب لا تخرج عن الجمال والخيام وزى المرأة المنتقبة، والفيلم سيحمل شكلا كوميديا ربما يلعب على الجانب الساخر وذلك ظاهر من إعلانه.
أما الفنان محمد رياض فيقترح أن يتم الرد على تلك الأعمال بأعمال عربية تحاول توضيح الصورة بحيادية دون تحيز وتشويه ويرحب بالمشاركة فى هذه الأعمال.