كتبت رحاب عبداللاه
أعلن أطباء التحرير، فى بيان أصدره الثلاثاء، أنه لا يوجد أى مستشفى أو نقطة طبية أو صيدلية ميدانية تحت إدارتهم على الإطلاق، وذلك لظروف بالغة الحرج والتعقيد بالميدان ومستشفياته الميدانية جميعاً، مؤكدين أن أعضاء جمعية أطباء التحرير الذين يتواجدون فى المستشفيات والنقاط الطبية بالميدان يقدمون خدماتهم الطبية لإسعاف المصابين بقدر استطاعتهم بصفتهم الفردية فقط كأطباء متطوعين.
ونفى البيان أى علاقة أو مسئولية لأطباء التحرير عن مخازن الأدوية أو الصيدليات الميدانية جميعاً، مشيرين إلى أن الجمعية لا تقبل أية تبرعات مادية، وليس لديها الآن إمكانية تسلم أية تبرعات عينية لعدم إشرافها على أى مكان بالميدان، مطالبين كل من يريد تقديم أية مساعدات للميدان أو المستشفيات، طبية كانت أو إعاشية، أن يقدم ذلك مباشرة للأشخاص أو المجموعات التى بالميدان دون الرجوع إلينا للأسباب السابق ذكرها، لأنه من خلال عملنا بالميدان لا نعلم بوجود أى نقص أو احتياج لأية مستلزمات أو أدوية حالياً.
ونوه أطباء التحرير إلى أنه كان من المفترض صدور بيان وافٍ يتضمن شهادتنا على أحداث فض اعتصام مجلس الوزراء وما بعدها، ولكنه تأخر بسبب توالى الأحداث المأساوية يومياً وانشغالنا التام بما لم يتح لنا ذلك.
وقال أطباء التحرير: إننا نحتسب عند الله شهداء مصر ومصابيها فى هذه الكارثة القومية، ومن هتكت أعراضهم وأعراضهن فى سبيل الله وفى سبيل الثبات على المطالبة بالقصاص لشهداء مصر ومصابيها، ولم تكن مطالبتهم فى اعتصامهم الطويل والمشروع فى الشتاء القارص إلا بأوراق وكتابات على الجدران، كان الرد عليها إعدام بالرصاص فى ميدان عام.
ومع صمت الجميع، لم يبقَ لنا الآن غير الله سبحانه ناصر المستضعفين نلجأ إليه ليحمى المتطوعين من أطباء وصيادلة نزلوا يغيثون إخوانهم المواطنين الذين أصيبوا أو فقدوا الوعى أو أوشكوا على مفارقة الحياة على الأسفلت، ليرضوا ضمائرهم ويجسدوا ميثاق شرف مهنتهم وانتمائهم لمصر وأبنائها، مضحين بكل شيء من أجل إنقاذهم، رغم الإرهاب الجنونى بتكرار الاقتحامات المسلحة لحرم المستشفيات الميدانية وتدميرها واعتقال أطباء ومصابين منها.