كتب محمود حسين
عقد الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة ونائب رئيس المجلس العسكرى، اجتماعا مغلقا مع المجلس الاستشارى اليوم بمقر وزارة الدفاع، ومازالت المناقشات مستمرة حتى الآن بشأن أحداث مجلس الوزراء وشارعى مجلس الشعب وقصر العينى، والتى تشهد أحداث عنف دامية منذ الجمعة الماضية، أدت إلى مقتل أكثر من 10 وإصابة الآلاف.
ويبحث منصور حسن رئيس المجلس الاستشارى والدكتور محمد نور فرحات الأمين العام للمجلس وعدد من الأعضاء مع "عنان"، كيفية الخروج من الأزمة الحالية وطرح حلول ترضى جميع الأطراف وتخرج مصر من أزمة حقيقية تهدد كيانها.
فيما رفض عدد من أعضاء المجلس الاستشارى الذين أعلنوا استقالتهم دعوة منصور حسن رئيس المجلس الاستشارى لحضور اجتماع "عنان".
وأكد الأعضاء المستقيلون أنهم رفضوا حضور الاجتماع لأنهم لا يمثلون المجلس الاستشارى بعد تقديم استقالتهم وبسبب عدم استجابة المجلس العسكرى لمطالبهم، وأخصها الوقف الفورى للعنف والتحقيق مع المسئولين عن أحداث مجلس الوزراء وشارع قصر العينى أمام قضاة تحقيق مستقلين يتم انتدابهم من وزارة العدل.
وقالت الدكتورة منار الشوربجى ـ أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وعضو المجلس الاستشارى المستقيلة لـ"اليوم السابع"، إن استقالتها من المجلس الاستشارى نهائية ولم تتراجع عنها، موضحة أنها رفضت حضور اجتماع "عنان" مع المجلس الاستشارى رغم أنه وجهت لها دعوة للحضور، وقالت إنها رفضت حضور الاجتماع لأن المطالب التى طرحتها خلال الاجتماع الأخير للمجلس والذى انسحبت منه لم تتحقق حتى الآن وأهمها وقف اعمال العنف ضد المتظاهرين ومحاكمة المسئولين عن قتلهم.
وأضاف المهندس أحمد خيرى ـ عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار ـ أنه رفض حضور اجتماع "عنان" مع "الاستشارى" لأنه استقال من المجلس الاستشارى استقالة نهائية، وقال إنه أبلغ منصور حسن رئيس المجلس بقرار الاستقالة.
وأكد "خيرى" أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو الوقف الفورى للعنف، وسرعة تسليم السلطة لحكومة توافقية يتم تشكياها من خلال البرلمان على أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية قبل بداية شهر مارس القادم.
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفى الدكتور معتز بالله عبد الفتاح إن البعض يظن أن من استقال من المجلس الاستشارى تخلى عن دوره الوطنى مع أن بعض المستشارين المستقيلين يبذلون مجهودا على الأرض من أجل الهدنة والمحاسبة أكثر من الكثيريين ممن لم يستقيلوا.
وأضاف خلال صفحته الشخصية على "الفيس بوك" أنه جاء فى الحديث الشريف: "المستشار مؤتمن" أى من استشارك فقد وضع فى عنقك أمانة أن لا تغشه ولا تكتم عنه الحق فأن فعلت فأنت خائن للأمانة غير مؤتمن.. ولكن على المستشير أن يكون ممن "يستمعون القول فيتبعون أحسنة" وليس أن يتبع أسوأه أو يسمع لك ولا يستمع.
بينما أكد أسامة برهان أنه يرفض حضور اجتماعات "الاستشارى" لأنه استقال منه دون تراجع، وقال لـ"اليوم السابع" إنه عندما حضر الجلسة الودية التى دعاه إليها رئيس المجلس فى منزله الأحد الماضى لم يعجبه ما اتفق عليه الحاضرون حيث أكد أن المجلس العسكرى تجاهل توصيات ومطالب المجلس الاستشارة لم يستجب لها وأن العنف ضد المتظاهرين وصل إلى صورة مفرطة.